المشاركات

عرض المشاركات من 2016

تمرين الموت - إبقتاتوس-

" ألا تعرف أن المرض والموت يداهمنا وسط انشغالاتنا؟ يداهم الفلاح في حقله، والملاح في سفينته. وأنت، في أي اهتمام تريد أن يداهمك؟ إنه سيداهمك في واحدة من تلك الانشغالات. فإذا كنت قادرًا على جعل الموت يداهمك وأنت في أفضل انشغالاتك في الحاضر فقم به حالاً"

دمتريوس - خطة حياة.

" إذا تحصن الإنسان ضد الصدف ، وإذا تغلب على الخوف ، وإذا استبعد من طموحه الشره ، فإنه لا يحتضن اللامتناهي وإنما يتعلم أن يبحث عن ثروته في نفسه ؛ وإذا حدّ من رعب الآلهة والبشر ، ووثق من أنه لا يخاف كثيرًا من الإنسان وأن لا يخشى شيئًا من الله ، وإذا احتقر كل طيش ونزق يؤلمه ويعذبه بوصفه من بهارج الحياة ، فإنه سيصل إلى معرفة أن الموت لا يحدث ألمًا ، وأننا ننتهي كثيرًا ؛ وإذا أخلص وافنى روحه في الفضيلة ووجد الطريق والسبيل السهل أينما دعته ونادته ؛ وإذا كان ينظر بوصفه كائنًا اجتماعيًا ولد ليعيش في جماعة ؛ وإذا كان ينظر إلى العالم بوصفه سكنًا مشتركًا للجميع ؛ وإذا فتح ضميره للآلهة وعاش حياة عامة - حينئذ سيحترم أكثر من غيره ( يحترم نفسه أكثر من غيره ) فينفلت ويبتعد عن العواصف والأهوال ، ويثبت في هدوء لا يتغير ولا يتبدل ، حينئذ بكون جمع في نفسه كل المعرفة النافعة حقًا والضرورية ، أما الباقي فما هو إلا تسلية ولهو في وقت الفراغ "

الكون مسرحك.

لست بحاجة إلى مال ولا جهد ولا رفقة تحتاج النظر فقط لتبصر جمال الليل في دروب السفر ولكن يجب عليك أن تتأمل جيدًا  وأن تنسى الوصل وتعشق الرحلة. 

تنفس

ما حال الأيام التي تمضي دون أن تبشرك بخير ولا تقيك من شر .. تفعل كل ما بوسعك ولكن الصخرة تطبق على باب مغارتك أكثر فأكثر... ما حال الحياة التي تركض سريعًا دون أن تسألك عنك وعن أحوال قلبك وترفض أن تهديك نغمة ترقص على وقعها روحك. ما حال المدن الشاحبة والطرق التي تزحف كالثعابين السود .. وما حال السماء التي تلتصق بالأرض وتحرمك من التنفس ! ما حال الوردة التي كلما حاولت مداعبة بتلاتها مدت إليك مصافحة الشوك جارحة قلبك ؟ ما حالك وأنت بلا خطى تقودك أمامًا وبلا مقاعد تغريك بالجلوس والتوقف عن الحلم ؟! ما حالك عندما ينسى النادل أن يضع السكر في فنجالك ويجبرك على أن تبدأ يومك بلسان مر !

اعرف ذاتك

في الحياة هناك أيام للأصدقاء والأحباب وهناك أيام لذاتك .. أيام تتخفف فيها من كل شيء وتصبح أنت بعيدًا عن كل الأصوات والآراء وقريباً من صوتك الداخلي ومن أغنيتك المفضلة. جرب أن تكون معك وأن تخلق من نفسك صديقتك ولو ليوم واحد ، جرب أن تفكر وأن تتأمل وأن تزور ذكرياتك وأن تستعد لزمن قادم قد تنهشك الوحدة فيه. كما ترحل القوافل يرحل العمر ولا فرق في سرعة الرحيل المهم لدي أن تستعد لمواجهة نفس لوامة قد تؤنبك على اهمالك لها وعلى انشغالك بكل شيء سواها.. خذ كل أنفاسك العميقة واعرف ما تحب وما تكره وتشبث بقلبك جيدًا واكتب عنك لا عنهم وكن قويًا لكي تمد حبال ثقتك المتينة إلى من يستحق. 

مقاومة التجاعيد.

شدني كثيرًا ما قاله الكبير يوسف القعيد في مقابلة عابرة بأن الحضارة تبقى بفعل الكتابة والقراءة ، وأنا هنا لا أريد أن أبقي حضارة ما ولكني كلما أحسست بتقدم العمر أسرفت في القراءة والكتابة .. وكأني أرمي الكلام على العمر الماضي لأخمد نار الحسرة والندم ! هل أندم على ما فات ؟! - كلنا نندم ولكن ليس بوسعنا أن نبدل سيناريو ما حدث ولكن بوسعنا أن نغير ما سيأتي لنجعل منه واقعنا الجديد المتناسب مع ما نطمح أن نناله بعد عشرات السنين. لنعد إلى العنوان وإلى تجاعيد العمر وإلى ما كسبنا وما خسرنا ولكن لنتأمل أنفسنا دومًا وليمسك كل واحد منا بورقة ويبدأ من ثم بأصغر شيء اكتسبه ولنحاول  في ليلة يكتمل فيها القمر بأن نحصي النعم قبل النقم. 

لحظة عشق !

تستيقظ وتفرح العصافير  وتبتهج المقاعد وخصلات شعرها الناعسة تنتظر على جمر لحظة معانقة الأصابع.  تنظر في المرآة فيذوب جليد اليوم تعانق القهوة ويتجرد قلبي من الكتمان  وأكتب أنها تعرف بعشقي لقربها البعيد  ولأملي في كل يوم بأن أقرأ لها ولو قصيدة واحدة عنها وعن عطرها عندما يكفر بالمسافة ويحط في قلبي  ويدعوني لحديث عابر لا أقول فيه أي شيء من فرط التعلثم ولكني أحاول فيه أن أثبت وجودي وأن أسبق  كل الأعين التي تركض خلفها وتحاول أن تصطاد روحها في لحظة عشق !

نظرة عاشقة

الأحزان الكبيرة تتجلى في نظرة لعاشقة ترى ولا تقدر أن تبوح ! عاشقة تضع رأسها على الوسادة وتهمس بحبك .. ويقتل فيها جمودك  كل عذوبة الأحلام والأمنيات.  تقول : هو في عجلة من أمره حتى في الحلم ودائمًا ما يحاول الفكاك من حتى تحية عابرة.  يعبر في طريقه .. وتأخذها الحياة وتتراكم الأيام على سر صغير تبوح به في ليلة دافئة لصديقة تستصغر الحب وتأمرها : " عيشي حياتك وانسي "

انتا تروح وتمشي وانا أسهر منامشي !

في الوقت الفاصل بين اليقظة والنوم نرى ما نحب وما نكره بشدة .. وأحيانًا يهرب النوم إلى أعين لا تعرف الحنين ولا الحب. يهرب النوم دومًا إلى من يأخذ الحياة بجدية ولا يطيل التمعن في تفاصيلها .. يركض سريعًا في ممرات الحياة ولا يبالي بالوردة التي احتاجت إلى هواء أكثر أو بالمطر الذي مل التساقط على الشرفات أو بالشوق الذي يغرس الشوك بين الضلوع بعناية فائقة ! ليلة الأرق تحسبها هروبك ولكنها حريقتك الكبرى وعندما ينهكك التعب فلن تجد سوى الرماد لمن جعل قلبك منفضة لسجائره ! ليلة الأرق تحسبها وجودك ولكنها تعبث بعقلك كالأصابع التي لا تعرف أين تذهب حينما تلامس شاشة الهاتف الذي يوجعك بصوته وبضوءه المستفز. - لو تمنيت لما أردت سوى أن آخذ قلبها وهي تتقن النوم وتهدي دون أن تعي ما يهدى : " إنتا تروح وتمشي وأنا أسهر منامشي "

صباح الخير

صباح الخير لمن غلف الكره بالحب وأوقعه على بابي ثم هرب ،  صباح الخير لمن منحني هذه العادة اللئيمة التي تجعلني أتحسس جرحي كل صباح وأشتم المدينة وروتين الأيام. آسف جدًا على هذا السود ..  - صباح الخير للجمال الذي قد يحدث صدفة  صباح الخير للأمنيات التي قد تأتي إلينا عبر نوافذ البريد وأصابع الأصدقاء.  صباح الخير لعين تتسع في الصباح وهي تقرأ وتشهق وأتمنى أن أقبلها ألف قبلة. 

أصابع عمياء

من يعطي النظر لأصابعها العمياء التي تتحسس قلبي  ومن يعطي السير لأقدامها العاجزة  ومن يعطيني عزم الرحيل  ومن يعطيني جرأة الأيدي على التلويح ؟!  هكذا في منتصف الحكاية نقف مشلولي الإرادة  يعبر المارة نحو فصول أخرى ونحن ما زلنا نتردد في إلقاء التحية ! لا ليل يسترنا ولا نهار يفضح مشاعرنا  نحب بصمت ونصير مع الوقت كالمقاعد التي تراكمت عليها هموم البشر  تملنا الحكاية وتذهب إلى قلوب أخرى قادرة على الحياة والحب !

نزهة الجمال

قد يجمعنا الوقت  نحن أحباب اللحظات الضائعة نطرق باب الليل ونصمت !  من على الباب ؟!  لا صوت ولا لهفة  نحب الحياد ونخجل من أشواقنا ونمضي  ويقتلنا التردد وتنهكنا الأبواب المواربة ! حبيبتي سمراء والقهوة تراودها  وأنا لا أملك من ليلي سوى الحنين  أجمع الكلمات ويخذلني البوح  وأقف في منتصف الطريق بلا صوت ولا جسد يقوى على الركض في دروب القصيدة ! - كنت فيما مضى من الكلمات أحاول أن أخذ قلبكِ في نزهة ولكن قلبكِ يمر في المنعطفات ويترك الأريج ولا يلتفت  يا لقساوة الجمال عندما يعبر سريعًا ولا يتنبه لألف جرح نازف  ولا يفتح أبواب الحديث لمن يطمع ولو في أضعف الحالات بتكشيرة !

أدمنت الحياة.

البناية المستأجرة تختلط فيها الروائح وتمتزج فيها الأصوات  الشارع الفرعي تتلاقى فيه القطط الجائعة ويتناهى إلى سمعي عراكهن على وجبة بائتة هذا المكان يحب الهدوء  الساعة تمضي إلى يوم آخر  وأنا أتأمل الصور القديمة للهروب الدائم ومحاولة الإنشغال بالأمكنة  ولكني أعود إلى رقعة الشطرنج العتيقة وأخسر نزالي مع الزمن.  - لابد أن ندمن المحاولة ما دمنا على قيد الحياة  لابد أن نعيش ونحن على أمل ضئيل يطل كأضواء الشارع الباهتة من خلال النوافذ لابد أن نقف حتى ولو كان السجان يتلذذ بسقوطنا لابد أن نجمع قطع الحياة المكركبة ونقول لمن يشاهد حياتنا في وقت لاحق : حاولنا الانتصار ! -  تنام الرائحة ويذهبون إلى أسرتهم  تعود القطط إلى بيوتها  وأدخن ما تبقى من الليل  وأقبل يد المجهول  وأبتسم. 

وردة نائمة.

لو فتحت أبواب الأسئلة  ولو فتحت أبواب الماضي  ولو خرج القلب عاريًا في الصباح لما استطعت السير  ولا عرفت كيف أرتب هذا الضجيج من حولي.  الصمت دواء جيد في كل الأحوال ولكني أخاف الهواء الذي ينفذ من ثقوب الأيام  ويعطي الورد النائم في الصدور حق الكلام والحنين. 

؟

عندما تبتسم  ترقص مواعيد الغرام وتركض تباعًا إلى بابها .. وبشوق تطرق القلب : هل من قُبل تذيب عناء المسافة ؟

موغل في السواد

أن تحلم أن تسقط في الفخ , أن تختلط أن توغل في السوء , أن تجازف أن يحتل اليأس قلبك , أن تهرب أن يحاصرك القلق , أن تؤمن أن تتلاشى الحياة , أن تكفر أن يحكمك الضمير , أن تعيش أن تنظر للموت , أن تصعد روحك أن تتحسر على حياتك التعيسة , وفي كل الأحوال , ما أضيق العيش يألله !

أغنية لصباحكم

بعض الأغاني رغم بساطتها لكنها تأخذك منك إلى بعد أعذب وأجمل  .. أهديها لمن يستيقظ متعكر المزاج ولا يستطيع أن يهدينا ابتسامة. أغنية لقلوبكم

الحب لدغة أفعى

 الحياة تمنعهم من الإلتفات أكثر  فالحب يتربص على الأبواب كأفعى جائعة. 

نخلة عاشقة

فوق النخيل تشرف النجوم عليكِ لتقبلكِ مرتين وتعانقكِ مرتين وتنتظركِ تشرقين ليزداد العالم جمالًا ويفرح الهواء بأقدامكِ عندما ترقص ببطء الصباح ويتعجل ليسمع الرقة في ( صباحو ). 

غثيان

الإسفلت وأضواء الشوارع والتحايا والعابرة والتبسم وتفاصيل أيامهم تشعرك بالغثيان أحيانًا وتجدك تهرب بعبوسك وتجلس وحيدًا في الركن محاولاً تدخين هذه الحالة لتلطيفها وجعلها تحترق لتعبر بهدوء. كلنا هذا الشخص في أوقات متفرقة ..  اليوم حاولت أن أحادث كل من طفحت ايجابيتهم ولكن دون جدوى  ووجدتني من ثم أتحسر على تطفلي على آخر وجعله زاوية ألجأ إليها عند افتقاري للسعادة.  الآن أحمل غثياني وأربك جسدي بالحركة التي تنعدم مع اشتدادها قدرتي على تمييز التفاصيل  سأركض حتى يمل الركض ولن أتحدث لا لغريب ولا لقريب  وسأكون سعيدًا عندما يثأر دمي من بعضه.   ( هذه وصفة )

أتلفتِ أصابعي بالرحيل

‏تفقدت صوتي فما وجدته لا في سمعكِ ولا في أسماعهم ‏أنا رجل بلا صوت ولذا أكتب وعندما أتقنت بعض الشيء أتلفتِ أصابعي بالرحيل.

منعطفات الوداع الحادة.

مهووس بالتحية والسلام والسؤال عن الحال ولكني قليل الحديث عند الوداع .. وهي تشبهني ربما فعندما تأتي تصحبها الأسئلة وعندما ترحل يلزمها الصمت .. كأننا مقدم المطر ونهايته الصامتة  وكأننا نتفق على أن نلتقي دائماً  بعد منعطفات الوداع الحادة. 

أثق بالصباح

أثق بأول كلامك حينما تستيقظ أثق بأول ثمرة تنضج أثق بأول النبع بأول سيجارة وبأول نظرة لأننا في البدء نكون دون قيود التأمل والتفكر ودون أن نصاب بحسرة العجز.

ماذا تبقى ؟

هناك لحظات من اليأس تعتصرك وتأخذك معها في فكرة أن القادم مهما حاول فإنه لن يسعدك.  ولكن يباغتك لحن تباغتك رقصة يأتي حديثها  تبتسم ويذوب جليدك ! هل هو الحب ؟ أعني هل بوسعه إسعادنا ؟!  هل هو عملتنا النادرة .. وكيف يهز الوجدان وكيف يذهب ويتركنا للألحان الحزينة.  - الحب هو لعبة التوقيت والمسافات  كان بوسعنا أن نغير أقدارنا ولكننا تعلقنا بخيوط صبح تبدت في ليالنا السوداء.  كان بوسعنا أن نتعثر في الأيام ونتأخر عن سعادات ركبت قطارات الآخرين وغادرت وتركت لناعناوين مجهولة.  كان بوسعنا أشياء كثيرة ولكننا أبناء ما تصالح عليه الحظ والزمن .. لذا فلنحاول أن نصنع من مكامن الضعف قوة ومن طعنات الحزن أفراحنا الدائمة. 

" الحزن ما يلهب أطراف مرتجفة "

لو أنك تخرج صباحًا .. لو أنك تمشي ألف خطوة وتصافح ألف نسمة وتتنفس صباح الخارجين توًا لأعمالهم بينما المدينة غارقة في يوم عطلتها .. لكنت شخصًا آخرًا يعرف ( من وين توكل السعادة ) . 

لا تجامل

مع الوقت أجدني أكسر جليد التحية وأنفذ إلى قلوبهم وتفاصيلهم دون طرق باب ولا استئذان ...  أحب ترك  التحية على الباب وأعشق أن تحدثني لا عن ارتفاع الأسعار ولا الخطر المتربص بل عن قلبك وروحك وكيف تعيش وكيف تعانق أرواح من حولك ...  نحن بحاجة للصراحة وبحاجة أكثر لأن نضع همومنا على طاولة الأحباب والأصحاب  الهم مثل الصدأ يعلق بأيامنا وأرواحنا مع تقادم الوقت ... حدثني عن جرحك النازف قبل أن تنهشه غرغرينا الأيام ...  حدثني قبل فوات الأوان وقبل أن يكون الحزن غائر في القلب والروح. 

مدمن حب

الحب نعمة ونقمة في بداياته تستيقظ نشيطًا وعلى ملامحك تشع ابتسامة وفي منعطفاته تنام وعلى جبينك قساوة الحب تطارده في أول العمر ويطاردك في منتصفه كمتهم ومشتبه. " نحب نحب دفء اللحظة الأولى "

نقطة تفتيش.

لو تأملت قلبي مليًا لما وجدت سوى وردة وقصيدة ورائحة عطر حبيبتي. 

فخاخ السعادة !

الفخ ينتظرك  ستقع من فرط سعادتك في أوحال الحزن لذا كن سريع الفرح كي لا يتنبه الحزن ويقضي عليك.  - كنت أستغرب دائمًا من نفسي ومن آخرين يحيطون بي .. من حديثهم الطويل وأحرفهم الكثيرة ساعة الحزن ومن بخلهم وصمتهم في الكتابة عند الفرح .. هل نحن نخاف فعلاً من السعادة وهل نحن نؤمن بأن الضحة عندما تدخل المكان بكل صخبها يصطادها الحزن ويسكب على جمرها دمع الذكريات المتدفق ؟!  - نادرًا نادرًا ما قرأت لإنسان يفرح على الدوام بنصوصه وشعره !  حتى في الغزل دائمًا ما نهاجم الأحباب بالغزل الحزين وننسى أن الكلمات تهوى الرقص والأحضان المبتهجة.  - من سكن أعماقنا أولًا .. أهو الحزن أم الفرح .. ومن استطاع أن يصادق أيامنا أكثر ؟ 

أيام الجسد.

بكل بساطته يقول    : عندما تكون شمعة نفسك تستطيع أن تدرى عنك الرياح , وتستطيع أن تظل مشتعلاً طيلة العمر ! أستيقظ قبل أن يجمع منبهي شمل صوته ويصيب نومي في مقتل , أسابقه وأتقدم عليه بدقائق طويلة , أستفزه عندما أخبره : لن تصيبني بالصمم بصوتك النشاز.  هكذا قبل أن تستيقظ الشوارع من هجعتها أعاتبني على صلاتي المنسية , ويوسوسني    شيطاني : وقتك بحر طويل لا تقلق يا ماجد .. وأستجيب وأتصفح رسائلي وأحذف منها ما كان مكرراً , وأتطلع في شاشتي الصغيرة .. ومن ثم أضع اسمي في خانة قوقل وأبحث عني وأجدني , وأبتسم و الغرور يتساقط علي زخات زخات , فتتكدر    نفسي    من سعادتي وغروري ! وتهمس لي :أن ذهبت السنون يا ماجد , ومن ثم تريني مشهد سنواتي كلها وهي    تمر كعربة راحلة .. وأنا في مكاني لا أحركني , والعربة تتقلص لتصبح    نقطة صغيرة في فضاء كبير . * * * لم تستيقظ عنيزة من نومها بعد , لكن صوت جارنا يعلو على كل صوت , يتجشأ .. يـ تنحنح ويحوقل وييغني بلحن الهجيني ثم يعدل عن ذلك وينادي أولاده  … أحدثني أن :    سيتلاشى...

أغنية لقلوبكم.

لأنكم حلوين أهديكم هالأغنية. لو عمرك فوق الميه حبك منو خطية شوف الزرع اللي ما يحب ما بيحمل ثمر https://soundcloud.com/ashwaagi/hawana

حكاية تالفة !

للقصص الملتوية ، للحكايات التي تلم شمل تفاصيلها في نهايات ليل ، للزبد الذي يودع مياه الخليج ، و لذرات الغبار التي تلتصق بزجاج المسافة .. للحب الخديج ولها عندما تجمع ملابسها بعد خيبة حب  وللقارورة التي تحملت عبء المسافة ، لها وللثوب الأسود الذي يليق بحداد ناضج ، للأطفال الصغار الذين ناموا ، للأكواب الفارغة ول دخان تبقى في المنفضة .. أكتب ! – أكتب أن الموت يطرق الباب  ولكنه يذوب كثلج سئم من فرط الانتظار ، وأكتب أن الحب خاف ومات في ركن قصي ، وأن الحكاية ليست سوى عبور الأضواء في منعطفات الطريق ، وأننا لم نستطع أن نجمع أصابعنا في تحية صامتة ، وأننا عبرنا من ضفة نحو ضفة بائسة ، وأننا أوشكنا أن نشعر أن الحياة أقصر من أنفاسنا السريعة ، وأن الأجساد ثلج يحتضن صقيع البؤس وأننا عدنا نحو الأطفال الصامتين وما استطعنا أن نمنحهم قبلة المساء ، ولم يكن بوسعنا أن نضع الحلوى في أدراجهم ، وأن صباح الخير كانت خنجرًا يلثم خاصرة جسد نحيل .

مصارحة.

تعلقت بالكثير من الخيال هربًا من الواقع ولكني أعود في كل مرة إلى صهيل الهواء في الشوارع إلى أغنية صاخبة تنطلق من سيارة يتأفف صاحبها من الوقوف أمام ضوء أحمر إلى نباح كلب الجيران ومواء قطط الشارع إلى مكالمات مهملة وإلى رسائل مهملة وإلى نوايا معقودة وإلى قلب طيب يلطف الحياة ويؤنس وحشتي ويصافح الروح ويهمس : بحبك بلا ولا شيء. 

مرحباً أنا ماجد .. من أنت ؟

تبدأ الآن بالقراءة من أول السطر وأعرف أنك تبحث عن شيء جديد ولكن ماذا تقول في شخص يحاول أن يكتبك أنت ؟! هذا شيء غريب .. أتفق معك ، ولكن حاول أن تتجاهل هذه الغرابة وكن معي إلى آخر جملة. أنت أو أنتِ الآن تحاولين أن تحيطي بكل ما يحدث حولك خصوصًا أن هذا اليوم حمل في طياته الكثير من الأحداث السلبية ونظرًا للتداخل العجيب نحن نتواصل مع كل الناس ونقرأ كل الأخبار بينما في الواقع نحن نبتعد كلما اقتربنا ونجهل كل ما عرفنا أكثر لذا أنا أدعوكِ للمصارحة مع نفسكِ مع الناس ومع القادم الذي تهوينه. أنت .. هل أنت سعيد بمن تحادثه الآن ؟ هل يزيدك قربًا من ذاته ؟ أو هل يزيدك بعدًا منه ومن نفسك ؟ هل أنتِ سعيدة بالأغنية التي تجتمع ألحانها في قلبك ؟ هل تتذوق فنجان القهوة كما يجب أم أنه ينسكب دون شعور في روحك ؟! هل تطيق الاستمرار في القراءة أم أنك تريد الهروب سريعًا إلى تطبيق آخر. هذا العالم مزدحم وأرواحنا صاخبة ونحن نرتب الفراغ في أدراج ممتلئة بالذكريات والأعمال الناقصة. نحن نركض ونجهل ماذا نريد نحب ولا نعرف كنه الحب نغضب ولا نتقن الغضب نقرأ وننسى ونجهل لماذا نقرأ وأنا أكتب وأحاورك وأعرف أنك قد تقو...

Are You Okay ?

لو بدأت بوصف المكان لقلت بداية أن جورج وسوف يفسد الآن الأغنية التي يصدح بها جوالي وهو يحاول بجهد بالغ أن ينقل لنا رائعة عبده ( في الجو غيم ) ولكن بعيدًا عن الأغنية هناك فعلاً في الجو غيم .. وأنا أحاول الهروب إلى أغنية أخرى والتنقل الآلي يأخذني إلى أغنية أخرى أشد سوادًا وحلكة. يرن خلخالو وجريت وراء عمو وبوست إيد خالو هناك تفاؤل ما يشع من هذه الأغنية وأنا بحاجة إلى الحركة وإلى استحضار نصيحة تجسدت في شطر يغني : الحزن ما يلهب أطراف مرتجفة. لا أعرف من أين بدأت وإلى أي طريق سأمضي ولكن سأراهن على الحركة على الحديث على قرب الأصدقاء وعلى الحب الذي يمنحك الضوء على امتداد النفق. هوانا مكتوب على خد القمر والعتب محسوب على أد النظر والحلو شايفنا عامل ما بيعرفنا يا حلو لاطفنا ولا تغض النظر الله خالقكم حلوين حبوا يا بشر.  

صمتنا فاضح

نمد الحديث بيننا ونحار دومًا من ينهيه .. في نفس الوقت نخشى من وقع الكلام ونخاف اجتياز حدود لم ترسم بعد. نفترق لنلتقي وعند التحية نختار تحية عابرة فضفاضة ونمسك بالأحرف خوفًا من مزالق سوء الفهم. نفترق والكلام على أطراف الشفاه والجرأة لم تصادقنا يومًا ، أرواحنا لا تعرف الطريق إلى الغد والوقت يمضي ونحن نمارس الصمت الفاضح. 

بنفسج الأيام

وما رأت عيني في المكان سواكِ ، تحط الملائكة في جدائلك ، وينساب اللحن سريعاً ، سريعاً ولا يتوقف ، تقولين أن الحكاية صنعتك ، وأنك تأخذ أسوأ الشخوص وتزرعهم في تربة الله ، ولكني فتاكِ الضعيف الذي ما ملك في حياته سوى خصلة شعر وقطعة نثر ! تمر الأيام ، وأنا أصنع الوجد وأتمهل في الحب ، كأني أملك الحياة ، وكأنكِ أمي عندما تترفق في صنع القهوة صباحاً ... نتحايل ونصنع من مكان الضعف قوة وننساب في منعطف سري يجمعنا وتحط أصابعك يا ألله كيف تنغرس الدهشة وتكون عشرة أصابع ! يمر القلق الكثيف وتضيع أيامنا بين مد وجزر وأكونكِ وتكوني ركض الأيائل في كروم الطيبين ... - أحبكِ هذه حروف أربعة وأنا ما تعلمت من الحياة سوى أربعة صوتكِ وخطوكِ المتأني وترفق أصابعك وكثير الحب في قلبك ... , كم أحتاج من عذر كي ألم شتات الوصل الذي كان ، وكم أحتاج من قلب كي أقول أنكِ أشهى الفصول ، وكم أحتاج من رئة كي أسوق الأنفاس الظامئة لسرير البنفسج ، وكم أحتاج من عمر كي أعيشك عداد ما عاشوا ؟ - أمن ضعف يشع هذا الحنين أم أن هذا الحنين العابث الذي يجتث عوسج الأيام يطل كمئذنة المسجد الحزينة ؟ وينادي ...

ليلة صامتة

ليلة صامتة ! سأنتظر تلك اللحظة طويلاً .. وسيكتنفني الهم .. لكن الملل لن يصيبني .. والسأم لن يهطل على روحي .. لأني في قرارة نفسي لا أريد أن تأتي بسرعة فائقة .. أريدها أن تتأخر .. تتعثر .. وتتكبد المشاق والمصاعب حتى تصل إلي .. , أريد أن تمر كل الفصول .. ( تهطل الأفراح في الخارج وتنسكب  دموع السماء على شرفاتهم .. تتكفن أشجار صبية الحي بذلك الرداء الأبيض .. تكتسي خضرتها .. ترتعش وتتعرى .. ويأتي الجدب ) .. , أريد أن تمر القوافل في دروب المدينة .. وينادي ذلك المنادي .. بأنه قد تعرض لنكسة أودت بكل أفراحه .. , وترقص غانية الحي .. ويتسامر على إيقاع جسدها كل من بكى قبل قليل وتأثر بمصاب ذلك المنادي .. أريدها اممممممم أريدها أن تمشي رويداً رويداً على رؤوس أصابعها .. أن تتفادى التعثر بقهقة عربة الأدوية ..  أن تنسل بخفية إلى جسدي دون أن أشعر .. أن تنقلني إلى عالم جميل جداً ..  أن تأتي وأعماقي بيضاء .. تتأنق ببذخ .. ( كريات الدم فيني لا تستقر أبداً في تلك الغرف الحمراء .. كريات دمي غجرية تهوى الترحال والتوهان ... ) ومع هذا فبرغم كل الصراعات في داخلي .. تظل أعماقي أنيقة ... ...

هرمت يا أمي

هرمت يا أمي ولم أعد أنتظر خطو الصباح وهو يطرق باب بيتنا الشعبي ، كبرت يا أمي ولم تعد لعثمة الفجر تعنيني ولا لهفة الأطفال الذاهبين إلى جليد الفصول الضيقة تغريني. هرمت كالرماد بوسعي التلاشي وبوسعي البقاء كشيئ بلا كينونة ! سأخبركِ سرًا : فتاة في المشهد تقول في باكورة اليوم : صباح الورد ، وأرد بصوت منعكف إلى الداخل صباح ما تبقى من حلكة الأيام ، وترحل الفصول ولا أحد يمسك بقلبي ولا أحد يربت على طفل يعشق من الحكايات أحزنها. هرمت وصارت يدي قداحة ، كل ما أمسكه يحترق ، أنا ميداس النار وأخشى أن أحرق نفسي بنفسي ! هرمت ورحل صديقي الطيب ورحلت جدتي وبقيت أبكي على حياة تأخذ ضعف ما تعطي ولا تبقي سوى هذا الصدى اللزج الذي يكرر نفسه في نهايات أيام تعيسة. هل تذكرين الشعر ؟ وهل تحتفظين بأول قصة حب وهل يعطش النعناع الذي يلقي علينا أول تحية في الصباح ؟. هرمنا يا أمي وتراكم العفن على سطوح أيامنا ، وتراكمت أفواه الناس على مسامعنا ولم يعد بوسعنا أن نصافح ذلك النسيم العليل الذي ينبعث من شقوق جدار بيتنا العتيق.

مدن تبيع الوقت

لا أستطيع أن أفعل أي شيء في هذه الساعة , مكبل بالوقت , والسماء ترفض أن تكون جناحي , مكبل بكِ وأنتِ في أطراف مدينة نصف أهلها يشترون الوقت من نصفهم الآخر , لا أستطيع أن أفعل أي شيء في هذه الساعة , جوقة أحزاني اغاني جامدة , جوقة أحزاني أصابعي التي تكتب هذا النص على هذه الشاشة تاملساء  الآن والمدينة ذاتها تبيع ليلها في هذه اللحظة . - ماذا عساي أن أفعل , وقدمي عكاز سيئة لشقيقتها , وروحي أطلال خلية نحل , يا للخواء يا حبيبتي , ويا للنهار الطويل !

لا تكتب

قبل النوم تخطر مئات الأفكار والرغبات  وتجد نفسك موشكًا على فتوحات جديدة وعندما تستيقظ تنسى وتعيش يومك الباهت المكرر - ليلة البارح كنتِ تغازلين نعاسي وصوتكِ البعيد يحرضني على الكتابة وتقولين : أي شيء يكفي فأنا لا أطيق صمتك ! ولكن ماذا عساني أن أقول وأنتِ قريبة القلب بعيدة الزمان والمكان  وماذا عساني أن أفكر حتى وأنتِ تبتعدين كلما ابتعدت عمرًا  وكأننا نهرب في طرقات لا تتقاطع.  .. يقول الطالع : لابد أن تضع حدًا للكثير من الأشياء يقول اليوم : الأشياء تتراكم وأنتِ تقتربين بسمرتكِ اللذيذة وتبتعدين عني عندما تبصرين هذه الفوضى الحياتية المشينة.  أخيرًا : أعرف أنكِ تحبين المرايا  وأعرف أنها تحب زيارتكِ في كل حين  وأنا أتمنى أن أكون ولو في الخيال مرآة صغرى في حقيبك مكياجك. 

صباحك بدون فيروز

بائته ! هناك ما يستجد دائماً ، مثلاً خرجت إلى الصباح باكرًا وصادفت العصافير وهي تخرج إلى العمل ولم يحدث أي شيء.  هي التحية ذاتها والكلام ذاته ؛ صباح الخير - بدون فيروز طبعاً - وردت صباح الخير - بصوت فيروز - واتفقنا على أن الصبح سيد ذاته وأن الموسيقى تلطيف ما لا يمكن وتطويعه إلى ما يمكن ، واتفقنا على قدرتي على كتابة الجديد .. وقدرتها على جعل القديم عذباً كتلك الأغنيات المنسية التي خرجت توًا من الذاكرة تتمطى وتعاتبنا على نسيانها !