ليلة صامتة

ليلة صامتة !



سأنتظر تلك اللحظة طويلاً .. وسيكتنفني الهم .. لكن الملل لن يصيبني .. والسأم لن يهطل على روحي .. لأني في قرارة نفسي لا أريد أن تأتي بسرعة فائقة .. أريدها أن تتأخر .. تتعثر .. وتتكبد المشاق والمصاعب حتى تصل إلي .. ,
أريد أن تمر كل الفصول .. ( تهطل الأفراح في الخارج وتنسكب  دموع السماء على شرفاتهم .. تتكفن أشجار صبية الحي
بذلك الرداء الأبيض .. تكتسي خضرتها .. ترتعش وتتعرى .. ويأتي الجدب ) .. , أريد أن تمر القوافل في دروب المدينة ..
وينادي ذلك المنادي .. بأنه قد تعرض لنكسة أودت بكل أفراحه .. , وترقص غانية الحي .. ويتسامر على إيقاع جسدها كل من بكى قبل قليل وتأثر بمصاب ذلك المنادي .. أريدها اممممممم أريدها أن تمشي رويداً رويداً
على رؤوس أصابعها .. أن تتفادى التعثر بقهقة عربة الأدوية ..  أن تنسل بخفية إلى جسدي دون أن أشعر .. أن تنقلني إلى عالم جميل جداً ..  أن تأتي وأعماقي بيضاء .. تتأنق ببذخ .. ( كريات الدم فيني
لا تستقر أبداً في تلك الغرف الحمراء .. كريات دمي غجرية تهوى الترحال والتوهان ...
) ومع هذا فبرغم كل الصراعات في داخلي .. تظل أعماقي أنيقة ...


سأجبرها أن تخبرني .. هل كفت الفصول فيني على الدوران ؟
هل هجعت كريات الدم فيني وجنحت صوب الخمود والاستقرار ؟
هل عندما زارتني .. كفت المدينة عن الغضب .. عن الفرح .. ؟
وهل ما زالت الشرفات تنتظر دمع السماء .. لتسلم نفسها إلى نشوة لا أحد يعلم منشأها ؟


يا لتلك اللحظة التي ستعيد تشكيلي من جديد .. !
ويا لأضواء المدينة التي ستتحد مع اللحظة على قراءة أدعية الصمت .. تخليداً لذكرى رجل .. يقرع باب تراب الأرض
الحارق كل ليل .. !
يا للألم الذي سيكتب أنه مارس وخزاته ضد مجهول .. !
يا للأيدي التي تمارس الصمت .. ثم يرتد الصدى بأن أعطني ذلك الشيء .. وأعد ذاك إلى مكانه ..

ويا لأمسيات التخدير
التي ستعطي اللحظة بها لهم  إذن التجوال في جسد ذلك الرجل كيفما يريدون ..!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصف نجمة

توحشناك

تمارين الوداع!