أدر مهجة الصبح*

أشرب القهوة ولكني لا أحبها  هي عادتي المرة التي أدرب قلبي معها على الخفقان أكثر !

ربما هنالك شيء جديد يحدث لك في هذه الأيام .. خصوصاً وأنك مؤقتاً ستترك وحدتك ومؤقتاً ستجرب أن تقبض بأصابعك على قلوب كثيرة قريبة ، لكن قد يخيفك هذا الأمر و يجعلك تائهاً بين التطرف في الجهتين وقد تفقد أيضاً شعورك بذاتك في وحدتك ومن ثم تفقد السيطرة على ما تريد من حديث وفعل وحس .  أنا لا أبالغ عندما أطرح عليك هذه الاحتمالات ، فأنا مجرد عابر يحاول أن يشرحك لنفسك وصدقني أنت محتاج لمن يقف معك ليوضح ذاتك ودعني أيضاً أخبرك أن اعتيادك على تلك المساحة من الصمت قد يجعل منك عاجزًا عن الكلام أو حتى عن التوقف عنه .. فالتنبؤ صعب بما قد يحدث  ولكن هي تجربة مثلى لنقل كل الأفكار التي تتحدث بها مع ذاتك إلى آخرين عاشوا في مخيلتك أو ربما هي فرصة ذهبية لتغيير الأفكار تحت وطأة حضورهم .. وربما لتدريب الصمت في حضرة الثرثرة  وأخيرًا قد تقول أن الأيام تأتي بشكل عفوي وأنني أجعل الأمر معقدًا .. لذا سأخبرك مرة أخرى أنك ستحتاجني وبشدة في كل مذكراتك القادمة !

هو الوحيد الذي إذا تحدث يقف حديثه احتراماً له. 

ولأنه يحبني سيعذرني إذا ما مر دهر دون تحية يعشقها لأنه يعشقني سيعرف أن هذا الصمت عذابي لا تعذيبه  ولأنه يعرفني سيكون كثير وقته في تجنب ما أقول وما أعيش وما أتظاهر به. 

أحياناً أخسر نفسي ووقتي في الحديث وأسرف في التحية  ولكن عندما أعود إلى نفسي أغلق الباب - باب الروح- وأشتم كل خطوة أخذتني إلي وأوشك أن أصمت حتى عن التفكير.  

لو كتبت الصباح لما وجدت عذوبة فيّ تكفي .. أمضي هائماً وأترك قلبي على قارعة الطريق وأصطاد من التفاصيل أعذبها .. وأخرج مني هرباً من هذا الضعف .. تغتالني أيامي وأقتبس منهم روعتهم ...أحاول جاهدًا أن أكونهم وأن أحرسهم مني وأنا لا أشبه سوى فزاعة للبشر .  لي من الأصدقاء قصائد ذائبة عن الموت والحزن ، ولي من السلوى أحجار الطريق وأشياء غيابهم ولهم مني غموض المسافة ووعورة الروح..  لي من الأمكنة مأوى لعصفورين خرجا للتنزه والبحث عن غيرهما وأنا الباحث أبدًا عن غيري ..ولي من الأزمنة لحظة سقط فيها النأي من فرط الحزن والعذوبة.  

لم أكن مخيرًا بين عدة أمور .. كان الخيار أمامي في أن أعيش أو أن أتوقف عن حرق هذه الأيام .. أمضي دائماً في طرقات ضيقة ولا أتأفف لأن ترف الخيار لم يكن صديقي في أول مرة .. يمرني الكلام وتحايا العابرين ويلتصق بقلبي حنين المارة وأشعر أني أشاركهم ذات الضمير الذي يعلن ضعفه أمام السؤال العبثي : كيف أمضي وأنا لا أملك أقداماً تعي معنى المسافة والوصول. 

كالطير  تجيء دون تحية وتذهب دون وداع

قلت : لا ملامح لي في هذه المدينة.. أطرقت وقالت: ولكن الليل يشبهك وأنا أيضاً ..ولو تأملت لوجدت أن عبور النور في منعطفات الحنين يشبهك

The leaves, like women , interchange  Sagacious confidence  Somewhat of nods , and somewhat of Portentous inference,  The parties in both cases Enjoying secrecy , - - Inviolable compact  To notoriety.  Emily Dickinson

لنحاول مثلاً كتابة الصباح لا ذلك الذي تتكرر فيه مشاهد القهوة الساخنة وصوت فيروز بل ذلك الآخر الذي تشاهد فيه نعاس القطط وتعب الكلاب ونوم الناس وحضور المركبات الخجول و أيدي عمال النظافة و استيقاظ الطيور المتسخة وفرح دخان المصانع بالنور و خوف السماء من الشمس وارتباك الشمس من الناس وندم الناس على البارح وقطرات الماء التي تتساقط على الأجساد المتعبة وقلق العامل من مديره وملل الطالب من مدرسته وتأفف الطفل من والده .. ولنكتب ضد من يختطفون الصباح أولئك الذين يعبدون القهوة ويجعلون فيروز ملاكهم الحارس. 

@drtetrapolarM: لا أطرق الباب  يكفيني ما يحتدم في قلبي.  -  والاحباب يطرقون الأبواب بقلوبهم.

أفقد الأمل حينما تمضين دون تحية .. قبل زمن خلتك قريبة الأنفاس ولكنك تسيرين دوماً في الطريق المعاكس. 

هي لا تنتظر  الزمن ينتظرها  وهي لا تنتبه إليهم هم من يصغون إلى قلبها وعندما توهموا أنها ستلتفت سقطت قلوبهم رعباً من جمالها

لا تزرع الخير في قلوب أفسدها الطمع ، فات الآوان لكسبهم وعليك أن تحرس قلبك منهم. 

أكتب للأضواء التي ترتاح على الأرصفة  للأوراق التي نامت للتو  للكلمات التي نمت للتو  للعصافير التي تمارس الحب .. أكتب لكِ وأنتِ تأخذين بيد المكان لتبتعدي

تلك النزعة للحزن في شعرها توشك أن تدمي قلبي هي تكتب فقط لبرودة الحائط ولا تهتم لهم حولها  فعلوا ما فعلوا لا تهتم .. تواصل الكتابة .. تشرب المكان على مهل وتخرج في نزهة مع الزمن  لروح ايميلي ديكنسون. 

بعين نصف مغمضة ألتقيكِ  مبتل قلبي وروحي متحفزة  تقف على أطراف الأصابع  ترحب تحتضن و تنسى ما كان منكِ.  

MINE.  Mine by the right of the white election!  Mine by the royal seal! Mine by the sign in the scarlet prison  Bars cannot conceal!  Mine, here in vision and in veto!  Mine, by the grave's repeal Titled, confirmed, -- delirious charter! Mine, while the ages steal!

أحب من يبكي من بكاء قصيدة .. أحب أولئك الذين يخرجون رفقة الدموع والحزن من دور السينما وأحسدهم إذا فقدت ما كسبوا ، وأتمنى دوماً أن أكون شديد الحساسية والإنسانية. وبمناسبة البكاء أهديكم هذه القصيدة التي جعلتني أحزن : The heart asks pleasure first, And then, excuse from pain; And then, those little anodynes That deaden suffering;    And then, to go to sleep  And then, if it should be The will of its Inquisitor, The liberty to die. Emily Dickinson

اعتدت تذوق الأيام واعتدت مرارتها .. اعتدت فقد الأحبة وأدمنت حزني لذا عندما تمسني الحياة بخير أشك في نفسي وأشعر بخلل ما في قلبي.