سعادة عابرة.

في الشتاء عندما نصاب بالانفلونزا ويقعدنا العجز عن مصافحة الأصدقاء والتجول في طرقات المدينة .. نتحول إلى ذواتنا ونجد الوحدة تتراكم في منازلنا وتحيينا في كل الزوايا.
لذا فأنا أحب هذه الهبة لأنها تجبرني أن أتأمل أكثر وأنصرف من ثم عن الناس وأحاور ذاتي مليًا وفي لحظات التجلي ربما أعشقني - ليست نرجسية - ولكنها متطلبات المرحلة فيما يبدو.
قبل قليل تصفحت الكثير من الماضي وهو الذي شجعني على الكتابة ، وتذكرت ما كتبته قبل سنوات لحبيبة سيئة المنقلب وندمت كما ندم محمود درويش على قصيدة أعدها لحبيبة متأخرة على الدوام *، ولكني أشعر بفرح يجعلني أصفح وأنسى وأحيي وأهدي نخب هذا الحليب الساخن لكل ما مضى وما سوف يأتي !
يمضي الوقت وأنا أرتجل الأحرف وأحاول أن أمرن عيني وقلبي على الجمال لذا أستمع إلى صوت طلال مداح وهو يغرق في  لحن أغنية عنونها : يا حلاتك، وتحط في ذهني صورتها مدهوشة وهي تقرأ وتهرب من ثم بسمرتها الناعمة إلى حديث محايد يفضحها ولا يستر ما تريد كتمانه.
أين كنا ؟!
- تذكرت .. مع الانفلونزا وهذا الدفء الذي يصاحب الروح والجسد .. لكن أريد أن أقول بأني لست أشتكي بل أنا سعيد بهذا الدوار العذب وهذا الرعشة الخفية التي تجعلني أقترب مني .. ومن كان قريبًا من ذاته فأرواح الآخرين حتمًا ستكون قريبة منه.

* لن تأتِ - محمود درويش

تعليقات

  1. ولن يأتي ، سعادة دائمة .. تحية .

    ردحذف
  2. الانتقام من الشاعر بفعل المثل.

    تحية.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصف نجمة

توحشناك

تمارين الوداع!