مزج !
أحيانًا أحب مزج النبطي بالفصيح لأثبت لنفسي أن الشعر في الخيال لا في تراكيب اللغة .. وأتخذ من أمل دنقل ونايف صقر مثالًا أسرده هنا ، ففي قصيدة زهور نجد المريض المتعب أمل دنقل وهو يرى سلال الورد أمامه ويقول : "وسلال من الورد ألمحها بين إغفاءة وإفاقة
، وعلى كل باقة اسم حاملها في بطاقة ! "
هنا يتجلى الشعر في أكثر الأوقات حلكة .. ومع اشتداد المرض يفكر الشاعر في الورد ومن أين أتى وكيف عانى في طريق الوصول : " تتحدث لي الزهرات الجميلة أن أعينها اتسعت دعشة
لحظة القطف
لحظة القصف
لحظة إعدامها في الخميلة !
تتحدث لي ...
أنها سقطت من على عرشها في البساتين
ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين
أو بين أيدي المنادين
حتى اشترتها اليد المتفضلة العابرة
تتحدث لي كيف جاءت إلي
( وأحزانها الملكية ترفع أغصانها الخضر )
كي تتمنى لي العمر
وهي تجود بأنفاسها الآخرة !
كل باقة بين إغماء وإفاقة
تتنفس مثلي بالكاد ثانية .. ثانية ..
وعلى صدرها حملت راضية
اسم قاتلها في بطاقة...!"
وننتقل من هنا إلى نايف صقر وهو يزور من أنهكه المرض في المشفى ويواسيه ببيت في قصيدته المشهورة زيارة :
" دعوات الأحباب فسلال الزهر ترفى
اصغيرات الجروح اللي نكبرها "
-
الشعر موعد دائم مع الخيال
والشاعر الحقيقي هو من يستطيع أن يطوع اللغة لتتغنج بخفة وتصل بسلام إلى قلوبنا.
* في الغد ربما سأتحدث عن هذا المزج على العنوان التالي :
snap:majedaharbi
كونوا بخير.
تعليقات
إرسال تعليق