المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2016

دمتريوس - خطة حياة.

" إذا تحصن الإنسان ضد الصدف ، وإذا تغلب على الخوف ، وإذا استبعد من طموحه الشره ، فإنه لا يحتضن اللامتناهي وإنما يتعلم أن يبحث عن ثروته في نفسه ؛ وإذا حدّ من رعب الآلهة والبشر ، ووثق من أنه لا يخاف كثيرًا من الإنسان وأن لا يخشى شيئًا من الله ، وإذا احتقر كل طيش ونزق يؤلمه ويعذبه بوصفه من بهارج الحياة ، فإنه سيصل إلى معرفة أن الموت لا يحدث ألمًا ، وأننا ننتهي كثيرًا ؛ وإذا أخلص وافنى روحه في الفضيلة ووجد الطريق والسبيل السهل أينما دعته ونادته ؛ وإذا كان ينظر بوصفه كائنًا اجتماعيًا ولد ليعيش في جماعة ؛ وإذا كان ينظر إلى العالم بوصفه سكنًا مشتركًا للجميع ؛ وإذا فتح ضميره للآلهة وعاش حياة عامة - حينئذ سيحترم أكثر من غيره ( يحترم نفسه أكثر من غيره ) فينفلت ويبتعد عن العواصف والأهوال ، ويثبت في هدوء لا يتغير ولا يتبدل ، حينئذ بكون جمع في نفسه كل المعرفة النافعة حقًا والضرورية ، أما الباقي فما هو إلا تسلية ولهو في وقت الفراغ "

الكون مسرحك.

لست بحاجة إلى مال ولا جهد ولا رفقة تحتاج النظر فقط لتبصر جمال الليل في دروب السفر ولكن يجب عليك أن تتأمل جيدًا  وأن تنسى الوصل وتعشق الرحلة. 

تنفس

ما حال الأيام التي تمضي دون أن تبشرك بخير ولا تقيك من شر .. تفعل كل ما بوسعك ولكن الصخرة تطبق على باب مغارتك أكثر فأكثر... ما حال الحياة التي تركض سريعًا دون أن تسألك عنك وعن أحوال قلبك وترفض أن تهديك نغمة ترقص على وقعها روحك. ما حال المدن الشاحبة والطرق التي تزحف كالثعابين السود .. وما حال السماء التي تلتصق بالأرض وتحرمك من التنفس ! ما حال الوردة التي كلما حاولت مداعبة بتلاتها مدت إليك مصافحة الشوك جارحة قلبك ؟ ما حالك وأنت بلا خطى تقودك أمامًا وبلا مقاعد تغريك بالجلوس والتوقف عن الحلم ؟! ما حالك عندما ينسى النادل أن يضع السكر في فنجالك ويجبرك على أن تبدأ يومك بلسان مر !

اعرف ذاتك

في الحياة هناك أيام للأصدقاء والأحباب وهناك أيام لذاتك .. أيام تتخفف فيها من كل شيء وتصبح أنت بعيدًا عن كل الأصوات والآراء وقريباً من صوتك الداخلي ومن أغنيتك المفضلة. جرب أن تكون معك وأن تخلق من نفسك صديقتك ولو ليوم واحد ، جرب أن تفكر وأن تتأمل وأن تزور ذكرياتك وأن تستعد لزمن قادم قد تنهشك الوحدة فيه. كما ترحل القوافل يرحل العمر ولا فرق في سرعة الرحيل المهم لدي أن تستعد لمواجهة نفس لوامة قد تؤنبك على اهمالك لها وعلى انشغالك بكل شيء سواها.. خذ كل أنفاسك العميقة واعرف ما تحب وما تكره وتشبث بقلبك جيدًا واكتب عنك لا عنهم وكن قويًا لكي تمد حبال ثقتك المتينة إلى من يستحق. 

مقاومة التجاعيد.

شدني كثيرًا ما قاله الكبير يوسف القعيد في مقابلة عابرة بأن الحضارة تبقى بفعل الكتابة والقراءة ، وأنا هنا لا أريد أن أبقي حضارة ما ولكني كلما أحسست بتقدم العمر أسرفت في القراءة والكتابة .. وكأني أرمي الكلام على العمر الماضي لأخمد نار الحسرة والندم ! هل أندم على ما فات ؟! - كلنا نندم ولكن ليس بوسعنا أن نبدل سيناريو ما حدث ولكن بوسعنا أن نغير ما سيأتي لنجعل منه واقعنا الجديد المتناسب مع ما نطمح أن نناله بعد عشرات السنين. لنعد إلى العنوان وإلى تجاعيد العمر وإلى ما كسبنا وما خسرنا ولكن لنتأمل أنفسنا دومًا وليمسك كل واحد منا بورقة ويبدأ من ثم بأصغر شيء اكتسبه ولنحاول  في ليلة يكتمل فيها القمر بأن نحصي النعم قبل النقم. 

لحظة عشق !

تستيقظ وتفرح العصافير  وتبتهج المقاعد وخصلات شعرها الناعسة تنتظر على جمر لحظة معانقة الأصابع.  تنظر في المرآة فيذوب جليد اليوم تعانق القهوة ويتجرد قلبي من الكتمان  وأكتب أنها تعرف بعشقي لقربها البعيد  ولأملي في كل يوم بأن أقرأ لها ولو قصيدة واحدة عنها وعن عطرها عندما يكفر بالمسافة ويحط في قلبي  ويدعوني لحديث عابر لا أقول فيه أي شيء من فرط التعلثم ولكني أحاول فيه أن أثبت وجودي وأن أسبق  كل الأعين التي تركض خلفها وتحاول أن تصطاد روحها في لحظة عشق !

نظرة عاشقة

الأحزان الكبيرة تتجلى في نظرة لعاشقة ترى ولا تقدر أن تبوح ! عاشقة تضع رأسها على الوسادة وتهمس بحبك .. ويقتل فيها جمودك  كل عذوبة الأحلام والأمنيات.  تقول : هو في عجلة من أمره حتى في الحلم ودائمًا ما يحاول الفكاك من حتى تحية عابرة.  يعبر في طريقه .. وتأخذها الحياة وتتراكم الأيام على سر صغير تبوح به في ليلة دافئة لصديقة تستصغر الحب وتأمرها : " عيشي حياتك وانسي "

انتا تروح وتمشي وانا أسهر منامشي !

في الوقت الفاصل بين اليقظة والنوم نرى ما نحب وما نكره بشدة .. وأحيانًا يهرب النوم إلى أعين لا تعرف الحنين ولا الحب. يهرب النوم دومًا إلى من يأخذ الحياة بجدية ولا يطيل التمعن في تفاصيلها .. يركض سريعًا في ممرات الحياة ولا يبالي بالوردة التي احتاجت إلى هواء أكثر أو بالمطر الذي مل التساقط على الشرفات أو بالشوق الذي يغرس الشوك بين الضلوع بعناية فائقة ! ليلة الأرق تحسبها هروبك ولكنها حريقتك الكبرى وعندما ينهكك التعب فلن تجد سوى الرماد لمن جعل قلبك منفضة لسجائره ! ليلة الأرق تحسبها وجودك ولكنها تعبث بعقلك كالأصابع التي لا تعرف أين تذهب حينما تلامس شاشة الهاتف الذي يوجعك بصوته وبضوءه المستفز. - لو تمنيت لما أردت سوى أن آخذ قلبها وهي تتقن النوم وتهدي دون أن تعي ما يهدى : " إنتا تروح وتمشي وأنا أسهر منامشي "

صباح الخير

صباح الخير لمن غلف الكره بالحب وأوقعه على بابي ثم هرب ،  صباح الخير لمن منحني هذه العادة اللئيمة التي تجعلني أتحسس جرحي كل صباح وأشتم المدينة وروتين الأيام. آسف جدًا على هذا السود ..  - صباح الخير للجمال الذي قد يحدث صدفة  صباح الخير للأمنيات التي قد تأتي إلينا عبر نوافذ البريد وأصابع الأصدقاء.  صباح الخير لعين تتسع في الصباح وهي تقرأ وتشهق وأتمنى أن أقبلها ألف قبلة. 

أصابع عمياء

من يعطي النظر لأصابعها العمياء التي تتحسس قلبي  ومن يعطي السير لأقدامها العاجزة  ومن يعطيني عزم الرحيل  ومن يعطيني جرأة الأيدي على التلويح ؟!  هكذا في منتصف الحكاية نقف مشلولي الإرادة  يعبر المارة نحو فصول أخرى ونحن ما زلنا نتردد في إلقاء التحية ! لا ليل يسترنا ولا نهار يفضح مشاعرنا  نحب بصمت ونصير مع الوقت كالمقاعد التي تراكمت عليها هموم البشر  تملنا الحكاية وتذهب إلى قلوب أخرى قادرة على الحياة والحب !

نزهة الجمال

قد يجمعنا الوقت  نحن أحباب اللحظات الضائعة نطرق باب الليل ونصمت !  من على الباب ؟!  لا صوت ولا لهفة  نحب الحياد ونخجل من أشواقنا ونمضي  ويقتلنا التردد وتنهكنا الأبواب المواربة ! حبيبتي سمراء والقهوة تراودها  وأنا لا أملك من ليلي سوى الحنين  أجمع الكلمات ويخذلني البوح  وأقف في منتصف الطريق بلا صوت ولا جسد يقوى على الركض في دروب القصيدة ! - كنت فيما مضى من الكلمات أحاول أن أخذ قلبكِ في نزهة ولكن قلبكِ يمر في المنعطفات ويترك الأريج ولا يلتفت  يا لقساوة الجمال عندما يعبر سريعًا ولا يتنبه لألف جرح نازف  ولا يفتح أبواب الحديث لمن يطمع ولو في أضعف الحالات بتكشيرة !

أدمنت الحياة.

البناية المستأجرة تختلط فيها الروائح وتمتزج فيها الأصوات  الشارع الفرعي تتلاقى فيه القطط الجائعة ويتناهى إلى سمعي عراكهن على وجبة بائتة هذا المكان يحب الهدوء  الساعة تمضي إلى يوم آخر  وأنا أتأمل الصور القديمة للهروب الدائم ومحاولة الإنشغال بالأمكنة  ولكني أعود إلى رقعة الشطرنج العتيقة وأخسر نزالي مع الزمن.  - لابد أن ندمن المحاولة ما دمنا على قيد الحياة  لابد أن نعيش ونحن على أمل ضئيل يطل كأضواء الشارع الباهتة من خلال النوافذ لابد أن نقف حتى ولو كان السجان يتلذذ بسقوطنا لابد أن نجمع قطع الحياة المكركبة ونقول لمن يشاهد حياتنا في وقت لاحق : حاولنا الانتصار ! -  تنام الرائحة ويذهبون إلى أسرتهم  تعود القطط إلى بيوتها  وأدخن ما تبقى من الليل  وأقبل يد المجهول  وأبتسم.