المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2018

في مديح الصمت

هناك منطقة فاصلة ما بين الصمت والكلام تشبه نهايات العصر وذبول الشمس على أسوار البيوت.. ذلك العبور البطيئ الذي تحتج فيه الأصابع وتحاول اغتيال الكلام من فوق الشفاه.. ذلك التدرج من البياض إلى السواد..  " أحيانًا نقول الكثير لنتحدى ذلك الرعب المخيف في أرواحنا وكأننا ننتقل إلى زحام خانق كي ننشغل بالأحرف عن صداع الروح الفارغة من كل شيء إلا من أوراق جدران الحزن!  " هل يحزن الكوب الفارغ؟  هل تحزن النخلة عندما تتخلى عن جريدها؟ هل تحزن الدفوف عندما تتركها راحاتهم؟ هل يحزن الطريق في غياب المسافرين؟ هل تحزن عينكِ عندما تنام؟ " خرجنا بنية الفرح ونصبنا رايات الكلام، وفي أول محطة عرفنا أننا نسينا الأبجدية في بيوتنا، ولكن عندما توغل الصمت إلى القلوب عرفنا سر صمت المتأملين في لوحة لرسام إيطالي لا أعرف اسمه!

لا تحزن!

في لحظات يكون الكلام لا طعم له ومكررًا كتعليمات السلامة! في صمتها يهرب الكلام ويقدم استقالته  تتفحص بعينيها سراديب روحك لا تحتاج لسؤالك عن حالك فهي قد تصنع حالتك وتكون كالواقف وسط المطر دون بلل لأنها أمرت بأن تكون كما يشتهي قلبها لا كما تحب تقلبات الأجواء الروحية! أحيانًا نأخذ البكاء كقطار بطئ إلى محطات الآخرين، ولكن ما نفع الطريق والوسائل إذا ما تنبأ الأحباب بحزنك لحظة وقوعه! أخذتك من نفسك في غمضة عين وعدت كالجنين في رحمها وربتت بأصابعها عليك وقالت: لا تحزن!