المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2025

" في الانتظار يصيبني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة"

 درويش يقول: " في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد 
الاحتمالات الكثيرة" ثم يبدأ بترديد ربما وربما، وتنهال تلك الأفكار المقلقة، وأعتقد أن القلق يهاجمنا ويتلذذ بتعذيبنا في لحظات الانتظار، نتململ، نذرع المكان جيئة وذهابًا، وكأننا نريد استعجال الوقت، ولكن الوقت يسير دون اكتراث بعواصفنا النفسية ونزعتنا للرهبة وخوفنا من الغموض والمجهول، ونحن لو بوسعنا قفزنا إلى محطة ما بعد الانتظار كي نرى ما سيحدث مستقبلًا سواء كان خيرًا أو شرًا، فقط لمعرفة ما سيحدث.  على الضفة الأخرى هناك من ينتظر وادعًا هادئًا مبتسمًا دون أن يصاب بفوبيا الانتظار، وكأنه يعرف ما سيحدث وكأنه يسخر من قلقنا المتضخم، ونزعتنا إلى رصد الاحتمالات الكثيرة!  

دهشة-

 دهشة - "دهشة الذهاب إلى ديزني لاند لأول مرة لا تتكرر في زيارات لاحقة" هكذا يقول صديقي، تغيب الدهشة وتذوب كلما أمعنا في التكرار، ويسقط البعض في فخ الملل من تكرار الأيام من تكرار الأعمال، من تكرار الصور الذهنية ذاتها، من تكرار مرورنا في شوارع نعبرها ونتوقع منعطفاتها، لذلك ندعو كل يوم أن تهدينا الحياة مفاجأة، أو في أضعف الأحوال أن تعيدنا إلى مرحلة دهشة الأطفال التي لا يصعب تصنعها أو تقليدها!

فزع

 فزع  - تلك الرهبة الخفية التي تسري في جسدك، ذلك الرعب التي لا تتكهن مصدره، يتسارع النبض، توشك على الدوار تحاول الإمساك بكف صديق ، تخاف ولا تعرف مم تخاف ، ينساب القلق يتضخم ككرة ثلج عملاقة، توشك أن تودع الحياة شعورًا، تذوب أنوار الشوارع، تتلاشى الأصوات ولا تسمع إلا خفقان قلب يوشك أن يودع صدرك من فرط الرهبة، تحاول الاطمئنان وتذكير نفسك أنك ما زلت تعيش ولكن العيش بذاته يقلقك، تلك دوامة نوبة الهلع التي أشبه بصدمة نفسية جسدية تهاجمك في منتصف طمأنينة يومك! 

The Art of Loving

 ‏The Art of Loving ‏ by Erich Fromm ‏- ‏هذا الكتاب القصير يدهشك بوفرة الأفكار وقد يصدمك بأشياء جديدة تلامسك حياتك وروحك بشكل خطير. ‏الحب يحتاج أن تتحرر من النظرة السطحية التي تقول: أنك أناني عندما تحب ذاتك، ولكن في حقيقة الأمر ليس بوسعك حب الآخرين إذا عجزت عن حبها! ‏الحب يحتاج لتدريب شاق ومن الأشياء المهمة في الحب: الاهتمام والرعاية والمسئولية والاحترام لنفسك وللآخر. ‏الحب هو حركة دائمة تحتاج أن تحب الآخر لا للسيطرة عليه بل للمضي معه قدمًا نحو هدف أسمى. ‏الحب لا يعني الوحدة مع شريكك مع صديقك بعيدًا عن العالم، بل أنت تحب الآخرين منطلقًا من حبك لذاتك ولشريكك. ‏الحب ليس النزوة  السريعة التي توهمك بأنك مع الآخر وأنت في حقيقة الأمر لست معه بل تحاول أن تتحرر من وحدتك ومن خوفك من نفسك  بشكل خاطئ! ‏الحب ليس ضعفًا بل قوة ومجتمعنا يحتاج أن يعلمنا الحب كجزء أساسي من حياتنا اليومية لأن الحب يزرع فيك القدرة على فهم نفسك وفهم الآخرين. ‏كي تتقن الحب يجب أن تتعلمه كفن والفنون كي نتعلمها نحتاج للصبر والتركيز والوقت ، واعلم أنك إذا أهملت أي ضلع من أضلاع هذا المثلث فسوف تصل إلى نتيجة سريعة...

تمارين الوداع!

 هناك أعراض انسحابية لكل شيء حتى الترك حتى الحديث حتى السلام والتحية، لذلك يسرف البدو في وداع ضيوفهم حتى ينتهي الوداع بصوت من بعيد. ما كان كثيرًا في يوم ما يصعب أن يزول فجأة بالكلية، نحن نعاني دائمًا من رحيل أو فقد مفاجيء، الأحبة عندما يرحلون نرقبهم حتى يصبحون كالنقاط الصغيرة البعيدة في أفق أعيننا، لذلك يحزننا موت الفجأة حتى مع إيماننا أن هذا سير الحياة، لذلك نتمنى أن تتمهل الحياة وتمنحنا تلك الفرص المناسبة لتوديع من نحب كما يليق بهم وبقدرهم في أعيننا.