" في الانتظار يصيبني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة"
درويش يقول: " في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد
الاحتمالات الكثيرة" ثم يبدأ بترديد ربما وربما، وتنهال تلك الأفكار المقلقة، وأعتقد أن القلق يهاجمنا ويتلذذ بتعذيبنا في لحظات الانتظار، نتململ، نذرع المكان جيئة وذهابًا، وكأننا نريد استعجال الوقت، ولكن الوقت يسير دون اكتراث بعواصفنا النفسية ونزعتنا للرهبة وخوفنا من الغموض والمجهول، ونحن لو بوسعنا قفزنا إلى محطة ما بعد الانتظار كي نرى ما سيحدث مستقبلًا سواء كان خيرًا أو شرًا، فقط لمعرفة ما سيحدث. على الضفة الأخرى هناك من ينتظر وادعًا هادئًا مبتسمًا دون أن يصاب بفوبيا الانتظار، وكأنه يعرف ما سيحدث وكأنه يسخر من قلقنا المتضخم، ونزعتنا إلى رصد الاحتمالات الكثيرة!