المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2017

الحياة يسعدها أننا لا ننام.

لا ينام وقد يطارد حلمًا ما لا ينام وقد يقض مضجعه قلق ما  لا تنام وتكل أصابعها من فرط تحسس قلبها وهاتفها المحمول .. لا تنام وتملها الوسائد ومسامع الصديقات.  في بداية الفجر يقرر الجميع أن الوقت قد فات.. يودعون الأسرة الدافئة متظاهرين بأنهم استيقظوا للتو ..  والفكرة تلوح - لم يكن النوم أساس الحياة- تصافح الأعين الشمس ويحل العذاب ولكنهم قد قرروا أن الوقت فات .. وأن هذا اليوم جديد وصالح للتظاهر ! القهوة ساخنة ومقاعد السيارات باردة .. المصافحات تتكرر والناس لا يعلمون أنهم ما تلذذوا ولو بالنعاس ..ويستمر التظاهر  وأحدهم أمعن فيه حتى خيل للناس أنه كان في سبات ! هو لا ينام وهي لا تنام ، والحياة أيضًا يسعدها أننا لا ننام !

أعمى يقتل أعمى !

حقيقة هل هناك من أحد يفكر في هذا الليل بقطة جائعة يقتلها البرد ويداهمها المطر فجأة وتهرب بكل ما فيها بحثًا عن مأوى ومن فرط العجلة تركض دون أن ترى وتدهسها سيارة شاب لا يعبر عن فرحته إلا بالسير مسرعًا دون أن يبصر؟! مجاز وهل هناك من أحد يفكر بمن فقد بصره وبصيرته وصار يخرج ليقتل ليدافع عن فكرة أو موقف وهو يجهل أن الآخر ربما يعيش حياته العادية - دون أن يفكر في الأيدولوجيا - آملاً في لقمة عيش ومنزل وعائلة تنتظره وتخاف عليه عند اشتداد البرد والمطر ؟!

جرم عاطفي !

لها الحق بزنزانة ضيقة .. ولها حق معانقة الريح ! لها حق السهر وفي قلبها ألف أمنية ولها حق التمرد على سياطهم لها الأمان إن أرادت تحدي عواصف ظنونهم ولها الخوف إن مكثت -كالفرس المغلوب على أمرها في إسطبلات توقعاتهم !- - هي الآن تختار فستان السهرة وبعد قليل سوف تسأل المرآة عن زينتها ، وأجزم أن الجواب لن يكون سوى : أنتِ جميلة على الدوام ! صوت خطاها الخجولة يقترب إليه .. ولكنه يغادر هاربًا صارخًا: هذه جريمة!