المشاركات

مشاركة مميزة

تنفس

ما حال الأيام التي تمضي دون أن تبشرك بخير ولا تقيك من شر .. تفعل كل ما بوسعك ولكن الصخرة تطبق على باب مغارتك أكثر فأكثر... ما حال الحياة التي تركض سريعًا دون أن تسألك عنك وعن أحوال قلبك وترفض أن تهديك نغمة ترقص على وقعها روحك. ما حال المدن الشاحبة والطرق التي تزحف كالثعابين السود .. وما حال السماء التي تلتصق بالأرض وتحرمك من التنفس ! ما حال الوردة التي كلما حاولت مداعبة بتلاتها مدت إليك مصافحة الشوك جارحة قلبك ؟ ما حالك وأنت بلا خطى تقودك أمامًا وبلا مقاعد تغريك بالجلوس والتوقف عن الحلم ؟! ما حالك عندما ينسى النادل أن يضع السكر في فنجالك ويجبرك على أن تبدأ يومك بلسان مر !

WEIRD bias- علم النفس الأمريكي.

 في عام ٢٠٠٨ نشر عالم النفس الأمريكي جيفري أرنيت، مقالة بعنوان: The Neglected 95% وفيها تحدث عن أن الدراسات النفسية المنشورة في المجلات النفسية المرموقة تمثل عادة من يعيشون في المجتمع الأمريكي الذين يمثلون فقط ٥٪ من سكان العالم، وأنها تتجاهل النسبة الباقية من سكان العالم الذين يعيشون في ظروف اجتماعية ومادية ونفسية مختلفة وأنها تمثل أولئك  يعيشون في مجتمعات غربية متعلمة صناعية غنية وديموقراطية، الأمر الذي عنونه مؤلفون أخرون بما يسمى ب "ويررد بايز" أي أن الدراسات منحازة ولديها نزعة لتمثل نسبة قليلة من سكان الكرة الأرضية. WEIRD- Western, Educated, Industrialized, Rich, and Democratic. هذه الدراسات كانت مهمة لأنها حركت الكثير من الأفكار الكامنة، وأيضًا كان هناك نقد داخلي حتى للدراسات المنشورة في أمريكا لأنها غالبًا ما تجرى على نسبة لا تعبر عن المجتمع، فمثلًا تجرى الدراسات على طلبة الجامعات أو عينة لا تمثل حتى المجتمع الأمريكي برمته! الفكرة أن هذه الدراسات المرموقة انتقلت بطرقها ومنهجيتها دون تعديل إلى كل دول العالم ومن ثم طبقها الباحثون في الشرق دون أن يلتفتوا إلى سؤال مهم وملح:

"في داخلي نمر يشم الورود"- حديث عن الحروب والصدمات النفسية!

عندما بدأت بالبحث عن اضطراب كرب  ما بعد الصدمة حسب التعبير الاصطلاحي في المعاجم النفسية، قادني البحث إلى دهاليز مؤلمة ولكنها مغرية للقراءة وتحديدًا تلك التي تتحدث عن مذكرات الحرب، لأن اضطراب ما بعد الصدمة ولد مع الحروب: العالمية الأولى والثانية، والحرب الفيتنامية وحربي الخليج. والحرب هي دراما في الميدان وخارجه، الجندي يركض في ساحات المعركة والشاعر أو الكاتب يسجل بطولاته أو يتحدث عن مشاعره، والمتتبع لشعر أو روايات الحروب يجد أنها تغيرت مع الوقت من تمجيد أسباب المعركة إلى الحديث عن معاناة الجندي وآلامه وفي هذه النقطة أسهب المؤرخ المعروف Yuval Noah Harari في كتابه Homo Deus. الحديث عن الحرب حسب رواية مراسل الحرب أو الجندي في الميدان تنقل صورة مباشرة للجرح وهو ينزف وللرعب عندما يشل أقدام المدافعين عن أرض أو المهاجمين على مدينة، لأن الرماح -تاريخيًا- آو الرصاص قد يطرق صدور الجنود دون استثناء ودون تفريق بين الخاسر والرابح. في ١٩٤٠ رسم فنان الحروب توماس لي لوحة بعنوان نظرة الألف ياردة ، اللوحة التي تعكس ذلك الخدر العظيم للجنود وشعورهم بالانفصال التام عن ما يحدث حولهم وكأنهم غرقى في أنفسهم ولا

خيانة مدينة!

على   مدى   عقد   مضى   تنقلت   بين   مدن   كثيرة،   خرجت   من   الصحراء   إلى   البحر   ثم   إلى   سماء   تتعانق   فيها   الأضواء   وأخيرًا   حطت   روحي   على   ضفة  نهر   لا   يصمت ! لست   من   عشاق   السباحة   لأني   أحب   الثبات   أو   بشكل   أوضح   أحب   الوقوف   على   أرض   ثابتة   لأني   لم   أتعلم   فن   الرقص   مع   الطبيعة. *** المدن   تجتاحك   وأحيانًا   تجبرك   على   الانحناء   لها   والأدهى   من   ذلك   تغير   لهجة   روحك   ومعالم   قلبك   وبشكل   سطحي   تغير   طريقتك   في   التحية   ولون  حديثك   مع   الآخرين ! تشير   الساعة   الآن   إلى   نهاية   الليل   ولكن   هناك   مدن   لا   تنام   وهناك   أرواح   تتخذ   من   السهر   ملجأ   لها   بعيدًا   عن   تطفل   النهار   ودعوات   القهوة   في  الصباح ..   أتأمل   جاري   في   الشرفة   المقابلة،   بات   ليله   يدخن   وكأنه   يريد  إ ثبات     حزنه   وأن   يتظاهر   مع   سيجارته   ضد   الفرح   والحظوظ   السيئة،   ولا أعلم   لم   خمنت   حزنه !   ولكني   أعتقد   أن   الحزن   وحده   قادر   على   جعله   يجلس   لساعات   لوحده   في   الليل

حب في زمن الكورونا

قبل   أن   يقبلها   سألها   بجدية :  هل   سافرتي   في   آخر   أسبوعين   إلى   بلد   آخر ! 

؟ شعور

ما هو  شعور  البحر  عندما  يلتقي  بسفينة؟ ! ما شعور  الغيم  عندما  يطل على  الأرض؟ ! ما هو  شعور  المولود  عندمايصغي لصوت أمه ؟ ! ما هو شعور الميناء عندما يغادر آخر الركاب ؟ ! ما شعور الورد عندما تقطفه الأيادي ؟ ! ما شعور المرآة عندما تتأمل زينتها ؟ ! ما هو شعور الشمعة عندما تنطفيء  ؟ ! ما شعور الرصيف عندما تغادره الأقدام ؟ ! ما شعور النحل عندما نسرق منه الورود ؟ ! ما شعور أحمر الشفاه عندما يحتضن ؟ ! ما هو شعور الورق عندما يفتقد أقلامهم ؟ ! وما هو شعوري عندما أفتقد الكتابة ؟ !

في مديح السفر

أن تسافر هذا أمر يعني أن تخرج من نفسك ومن أبعاد بيتك ومن حدود نظرك، أن تتجول بروحك في ردهات وأفكار غيرك أن تنزع روتينك وسلوكك المعتاد وأن تغير مسارك لأن الخطى تمل والطرقات تضيق بك أحيانًا من فرط مرورك ! السفر ليس رفاهية بل هو ضرورة لقلبك والمدن تفرح بالجديد القادم إليها تمامًا مثل العين عندما ترى منظرًا ما لأول مرة !

في مديح الصمت

هناك منطقة فاصلة ما بين الصمت والكلام تشبه نهايات العصر وذبول الشمس على أسوار البيوت.. ذلك العبور البطيئ الذي تحتج فيه الأصابع وتحاول اغتيال الكلام من فوق الشفاه.. ذلك التدرج من البياض إلى السواد..  " أحيانًا نقول الكثير لنتحدى ذلك الرعب المخيف في أرواحنا وكأننا ننتقل إلى زحام خانق كي ننشغل بالأحرف عن صداع الروح الفارغة من كل شيء إلا من أوراق جدران الحزن!  " هل يحزن الكوب الفارغ؟  هل تحزن النخلة عندما تتخلى عن جريدها؟ هل تحزن الدفوف عندما تتركها راحاتهم؟ هل يحزن الطريق في غياب المسافرين؟ هل تحزن عينكِ عندما تنام؟ " خرجنا بنية الفرح ونصبنا رايات الكلام، وفي أول محطة عرفنا أننا نسينا الأبجدية في بيوتنا، ولكن عندما توغل الصمت إلى القلوب عرفنا سر صمت المتأملين في لوحة لرسام إيطالي لا أعرف اسمه!